الحمد لله والشكر لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله الرحمة المهداه والنطفة المجتباه والسراج المنير وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ....
أحببت أن أطرح هذا الموضوع الذي هو بعنوان: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
نظراً لأهميته ولبيان أخلاق الرسول وذلك للإقتداء به ومعرفة صفاته لقوله صلى الله عليه وسلم(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ) .
لقد جمع الله سبحانه وتعالى في نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم صفات الجمال والكمال البشري ، وتألّقت روحـه الطاهرة بعظيم الشمائـل والخِصال ، وكريم الصفات والأفعال ، حتى أبهرت سيرته القريب والبعيد ، وتملكت هيبتهُ العدوّ والصديق ، وقد صوّر لنا هذه المشاعر الصحابي الجليل حسان بن ثابت رضي الله عنه أبلغ تصوير حينما قال : وأجمل منك لم ترَ قط عيني *** وأكـمل منك لم تلد النساء
خُلقت مبرّأً من كل عــيـب *** كأنك قد خُلقت كما تشاء
فمن سمات الكمال التي تحلّى بها – صلى الله عليه وسلم - خُلُقُ الرحمة والرأفة بالغير ، كيف لا ؟ وهو المبعوث رحمة للعالمين ، فقد وهبه الله قلباً رحيماً ، يرقّ للضعيف ، ويحنّ على المسكين ، ويعطف على الخلق أجمعين ، حتى صارت الرحمة له سجيّة ، فشملت الصغير والكبير ، والقريب والبعيد ، والمؤمن والكافر ، فنال بذلك رحمة الله تعالى ، فالراحمون يرحمهم الرحمن .
إنها من الصفات التي اتصف بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو بها أهل، فلقد وصفه الله سبحانه وتعالى بذلك؛ فوصفه بالرحمة في قوله تعالى( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله ). ويمْتن الله سبحانه على المسلمين أن بعث لهم هذا الرسول صاحب القلب الكبير الرحيم وذلك في قوله تعالى ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)
وكان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يرحم جميع أفراد المجتمع المسلم في ذلك الوقت بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه.بقلم : عبدالله عاطف