تأهل منتخب إسبانيا للدور ربع النهائي من بطولة كأس الأمم الأوروبية التي تستضيفها كل من سويسرا والنمسا بفوزه على نظيره السويدي (2-1)، في المباراة التي أقيمت على ملعب "تيفولي نيو شتاديوم" في اينسبورغ ضمن منافسات الجولة الثانية من الدور الأول لحساب المجموعة الرابعة.
واستفاد المنتخب الإسباني من فوز المنتخب الروسي على نظيره اليوناني بطل أوروبا (1-0)، ما وضعه في وضع مريح على رأس المجموعة برصيد 6 نقاط من مباراتين إذ فاز على روسيا (4-1) والسويد (2-1)،في حين أبقى الفريق الروسي على آماله بالتأهل بعدما حصد أول ثلاث نقاط له ليتساوى مع السويد لكن يتخلف عنه بفارق الأهداف، بينما يقبع المنتخب اليونان في المرتبة الأخيرة لهذه المجموعة دون نقاط وحتى دون أن يتمكن من تسجيل أي هدف.
ويمكن القول أن المنتخب الإسباني خطف الفوز من السويد بشكل مباغت إذ أحرز دافيد فيا هدف التقدم في الدقيقة الثانية من الوقت بدل عن ضائع ليضحى هدافاً للبطولة دون منازع برصيد أربعة أهداف، بعدما كانت النتيجة تشير إلى التعادل بهدف لمثله.
جاءت المباراة متوسطة من حيث الأداء لم تشهد الكثير من التشويق والإثارة، انحصر فيها اللعب في منتصف الميدان في أكثر دقائق المباراة، وكانت تتأرجح في كل فترة منها بين الطرفين مع أفضلية للمنتخب الإسباني، وكان بإمكان أي منهما أن يحسمها لمصلحته لكن الهجمات التي قاما بها لم تتسم بالخطورة اللازمة لهز الشباك.
اعتمد الفريق الإسباني المنتشي بالفوز الكبير على روسيا (4-1)، على الأسلوب نفسه الذي لعب به في تلك المباراة، فكانت الهجمات كلها تتجهز لتصل للثنائي فرناندو توريس وفيا، فيما فضل المنتخب السويدي الهجمات المرتدة التي تنتهي عند أقدام زلاتان ابراهيموفيتش، ما أدى إلى حدوث أزمة في صفوف المنتخب الأصفر بعد خروجه من أرض الملعب، لتعرضه لإصابة في ركبته.
بحث لاعبو إسبانيا عن طريقة الوصول إلى الشباك السويدي منذ لحظة دخولهم إلى أرض الملعب وكان لهم ما أرادوا إذ سجلوا هدف التقدم في الدقيقة 15 بعدما نجح توريس في افتتاح التسجيل باستغلاله تمريرة عرضية لداخل المنطقة من دافيد سيلفا فسددها بيمينه في الزاوية اليمنى للحارس ايزاكسون، ليرتدوا إلى منطقتهم مانحين الفرصة أمام السويديين للضغط على مرماهم ما مكنهم من إدراك التعادل، في الدقيقة 34 عن طريق ابراهيموفيتش عندما مرر له فريدريك ستور كرة عرضية داخل المنطقة فراوغ سيرجيو راموس وسددها زاحفة ارتطمت بقدم الأخير وأكملت طريقها نحو مرمى كاسياس.
واستعادت إسبانيا المبادرة الهجومية في الشوط الثاني واندفعت بقوة نحو مرمى السويد لاسيما بعد إشراك فرانسيسك فابريغاس وسانتي كارزولا فنشطا خط الوسط كثيراً وساهما في منح هدف الفوز الذي تأخر حتى الدقيقة الثانية من الوقت بدل عن ضائع وبينما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة استغل فيا كرة مرتدة من قلب المنطقة الإسبانية من المدافع خوان كابديفيلا فتوغل داخل المنطقة السويدية متجاوزاً المدافعين ومنفرداًَ بالحارس ايزاكسون قبل أن يسددها داخل مرمى.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
خرج منتخب اليونان بطل كأس الأمم الأوروبية في نسخته السابقة من السباق نحو الاحتفاظ باللقب، بعدما مني بخسارته الثانية أمام نظيره الروسي (0-1)، في الجولة الثانية من الدور الأول لمنافسات المجموعة الرابعة التي تضم أيضاً إسبانيا والسويد.
وبالعودة للمباراة فهي لم تصل للمستوى المنتظر لاسيما في الشوط الأول الذي شابته العشوائية من الطرفين مع أفضلية لمصلحة المنتخب الروسي حيث بادر لاعبوه للهجوم منذ الدقائق الأولى، فيما حافظ لاعبو اليونان على سياسة إقفال المنطقة، واستغلال الكرات المرتدة بغية اقتناص هدف يضعهم في المقدمة، لكن ذلك لم يحدث، إذ نجح الروس بقض مضجع اليونان وهز شباكهم بعد خطأ ساذج اقترفه الحارس أنطونيوس نيكوبوليديس حيث ترك مرماه وراء كرة كان الدفاع قادر على إبعادها لتصل الكرة التي مررها سيرجي سيماك لزميله كونستانتين زيريانوف الذي لم يتوان عن تسديدها في المرمى المشرع.
وكاد لاعبو روسيا أن يزيدوا غلاتهم من الأهداف لكنهم لعبوا بعصبية زائدة ما افقد كراتهم الدقة وتصويباتهم الفعالية.
ولم يستسلم لاعبو اليونان للنتيجة بل دفعوا بكل أوراقهم لتغيير النتيجة لعلمهم أن بقاءها على ما هي عليه يعني خروجهم من المنافسة وفقدانهم لقبهم التاريخي، فتركوا الدفاع واعتمدوا على شن الهجمات الضاغطة على المرمى الروسي الذي اعتمد خط دفاعه على إيقاعهم في مصيدة التسلل فنجح بذلك، ما أفسدها كلها.
وارتفع إيقاع المباراة مع منتصف الشوط الثاني من الجانبين لاسيما من الجانب اليوناني، لكن كل ما قام به كاراغونيس وزملائه لم يشكل خطراً حقيقياً على المرمى الروسي.